بأنامل الرسامة : اليازية العامري
شُغُور جِدار مَسكَنيّ
أنا وقيعة و ضحَية فُرقة و شِقاق لا تَرياق له،فَهو شَرخَ قلبي، لَكن ماذا عسايّ أن أقول سِوى إِشتقت إليك.
والدي الغالي ، دائماً أشعر بإِملاقي و إِفْتِقَاري إليك و إلى حُضنك الذي حُرمت منه ، إلى رؤية مبسمك ، أتعلم منذ اخر زيارة لي حين وَفدت و لُحّت عني بعيدا هذه هي أول سنة من عُمري كله أشعر انني و اخيراً وجدت وطني الضائِع من بعدك ، تجاوزت كُل الآفاق المسدودة على امل مني أن تلتئم جُلَّ رضات و خَدَّش لُبي، وجدت جُزئي الضال التائِه هنا، والدي دعني أُبسط لك الامر أكثر ، أنا لم أَقترف أي وِزْر ، رُبما وقعت طَرِيدة تَمَاثُل الأسماء ، لا يُمكن ان يكون جُنحي و جِنايتي ( إسمي ) أو ( وَجَمي) أو حتى (لَوْذَعِيّ) لم أَرْتَكَسَ أبداً عن واجباتي كما تعلم رغم وَفرتِها تكاد أن تكون كَالجُشم على ظهري ، رَغم قساوة الطقس إِلا أنني لم أُفكر أبدا المُغادرة إلى مرقد آخر ، كُل القرارات أخذوها كانت بدلاً مني ، أخبرني الآن ماذا بقي لي كي لا أكون مُكبلة مسجونة ؟
رَهَطوا ربوة الحصان في ذلك الصريم الدامس، عُنْوَةً و غُلبة، قَرعوا كل المناصب مِني، لَبكوا جميع الحدود حولي ، اذاعوا التطبيع رغم ذلك لم أُوجل او حتى أَفْزع، رضية أنا للنكوص أنا ابداً لا أُبالي لا تخف يا مُعترضي و مُمتنعي يا أبي و حبيبي الأولي ، تُدرك جيداً بأن المُنازع الهامد لا يصحا من القبر أبداً قررت ألا أُسخط أصحاب الفخامة لذا غبت و الآن سأرجع لان الفرص كلها اتيحت لي..
أبتاه! إِني هَويت الوُجُوم ،ارتدعت عن الكلام أو حتى الملام ، لكنني اليوم لن اتردد من أن أكتب احرفي هذه كنت اظن عامةً ان الخير انعدم في هذه الدنيا لكنني اجزم و أؤكد اليوم بأنني و اخيراً حظيت بالخير ، هذا الخير لم يقم بزيارتك من قبل، لكن قريباً سيأتي مُحملاً لك المشاعر التي تطمئنك على سلامتي و سلامة نفسي..
شِقاقك عني ليس كأيّ فِراق، الأمر اشبه بأن أفقد الجدار الذي من الموجب أن يكون مكان أستطيع أن أستند عليه..
على أيّ حال، الحمدلله دائماً و ابداً ، ان اراد بديع السموات فأنا قد التقي بِك قريباً وإن لم تأتي الامور حسب ما أُريد و أبتغي فتأكد أنتي سأنتظرك حتى و إِن بلغت نهاية معيشتي لعليّ ألحق بك، و أراك و ينفحني الشِقاق ، فكل بِالرُوح يذكرني بك، حتى من وَجدته خير لِمُهجتي، يذكرني بك..