أدعوك أن لا تتَوارى عني . . فأَيـن أَنتَّ . . ؟

الصَخَبُ مُتَزايد بِشكلٍ مُقرِفأَربى من بَلكونة غُرفتي بإطلالتها القارِفه ؛ بعد أن صَغرتُ كوب الشايّ الصارِد على الطاولة التي قُمت بِوضع بعضمِن الصمغ على رِجل مِن ارجلها مِن اجل الثبات. . فَمهما انكسرت اشيائي أُحاول ترتيبها دون رميها بعيداً الا في حال فقداني للأمل ، كانتالأَصداح تَزها و تعتا …. نساء، رجالهُرجة عَميدة رَصينه شَوَشت العابِرين، فإستوقفَهُم الأمر عن تَكملت مَسيرتهُمإمّا بِسبب الفضول….. إِماأنها مِن الحَكاوي المُستحكمة أمرُها سيَتبادل أطرافُها أصحاب محلات الحِلاقه و زبائنهُم هذا المساءقدْ يَسوغونها.. و يعيدون صِياغتها.. و مِنالمُمكن ان يضعون بعض البَهارات فيها ، قد يَحمقون منها جلسة إِضماريه ، تتغاير فيها جَميع الآراء، و تتَبين من خلالها كُل قناعاتُهممَعركةالحَشو و الكَلام.. من أجل الكلاموما أكثر الحَشو و البهارات ؛ في ارتقاب واقعة جديدة؛ ينشغل بها رُوّادُ هذا الحلاق ..!

إِسَتشَاط الشارع، عَلَّت المُغايراتأيادٍ تَعلوّ في الهواء بِأوراقأَرى أرْجُلاً تَدوس كَومات من الوَرقإرتمت على الأرض امرأة، تنازَحَ حوْلهاجَماعةٌ منَ العابرين ، بيْنما واصل المُتدَرعون صَخيبهُم  في احْتقانٍ هَيْمان

التَطفُل؛ يَشدُ على ” . . . بدون ذكر أسماء . . .  فَيركُض إلى حيْث الحِكاية الطازَه….! يستقصى إلى الشارِع مُناظِراً ….

حِبالُ الإِفتعال وَ التوهم….

سأعتبِرُها شرِكةٌ وَهْميةٌ للبِناء؛  لَكن الفطيّن سيلتمِس شيئاً مُغاير . . هَذهِ الشركة وَضعت على نفْسها إلا أنْ تَبتداع في تَرك الامرللِسباعفِي مايتعلق بِـ تَوهم السنوات الماضية…. صاحِب هذه الشركه حمَى على ما إستمكن بِهثمّ طار و تَوارى كَـ سُرعه البرقسَلبَ مال السنوات و حَتىكل ما كان في المنامات ، نعم سرق الاحلام

ضَرب بالمطرقة على عَظمَ المَنكود، رَشفَ دم الشَغِّيل، إِستباح عرق السنوات الطوال ، حَشدَ إبَرَ العزاء في عنق الإرتقاب

عَانيتُ مِن الإملاق و الإِفتقار في شتى الأمور التي كُنت أَرتجيها..و قُمت بتَعليل هذا الإملاق بِسُطاع من التَطلع حِين عزف عليّ و عليهم سمفونية: النَكث و الآض سيكون أَجل و أبدع.. سَتملكين سكناً ؛ يُعفيكِ تَعب الجَراء ، ستمحين غُموم الإستبحاث عن مَجْثم و مأوى مُغاير حين يرغمني المالِكإلى ضرورة نزوحي بإِلزامية و أَسباب ؛ يكون في مُقدمتها : المالك يريد البيت لِزيجة أحد أولادهآخرها المالك يطالب تَصعيد السعروقد تظهرإِلزامية من نوع مُبهر أكثرإِلزامية / ارغامية قانونية حين ينتوي الورثة على تصفية التَرْكَة

هكذا تَمر سنوات عُمر الشَاغلينمَديم من أجل الدجمَديم حتى مع المُهجه التي لم تستطيل الإِيمان بِأمثولة الفرَج الدَاني…!

مساحة الكَلْكَل تُقهر و تَضيقتَعاظمت الأصداح، ملأَت الشرطة المُقر، إِستطلبوا على المُنكسرين و المُغتالى عُلماؤُهم الإحتماء  بِالمحكمه العُليا 

عاد“. . الذي لا اريد ذكر اسمه . . “إلى غُرفته في تِلك العمارة التي يكمُن إطلالته على الشارع الوارِف؛ كان يطارح نَفسهُ بالحديث :“ِلمَ لا أُباغث  عن هؤلاء؟

آلمته و أسدت في داخِله أنّهُ مُعتدِل السِلك و الحصافهومع ذلك فكّر في قَضيتي و قضيتُهم.

وهو يُجهِز بِدلته، يُطاويها بإِعتناء ، يَتجللُها جَوْف جيْبٍ عَارِم في شَنطتُه الجلدية ذات اللون الأحمر الداكِن؛ بينما في الجيب الخ.. ؛ تَبددت كُل الأوراقوالمطويات و حتى ورسائل و الاوراق الغير مُتباينه المُهتريه ؛ كلما أَصر على التملُّص منها؛

راودهُ تماماًما راود المتنبّي يوم قال:

“إذا كانَ بَعضُ النّاسِ سَيفًا لدَوْلَةٍ

فَفي النّاسِ بُوقاتٌ لهَا وطُبُولُ”.

غَافلتهُ يدهُ؛ فإِنخرطت عُرض عَشوائية الأوراق، وبدون أيِّ إختبارات ؛ جَرَّرت أصابعُهُ المَديده ورقة مًُتكابِله ، جار عليها  اصفرار القِدَم، ورقة تُخليتفاصيل المُزاولة المُتناهيه من قاموس عَصرٍ ولّى….

دنى بِها لِـ عيْنيْه، في رَجاً أن يقرأإِنتوى إلى الخَلف؛ حيث الجَلاسة الخَشبية المُهلهِله ، بَرَكَ بِسَمَّج وكأنّه يَخاف على الجَلاسة ِمنْ أنْ ترتميمِقدامها…! بين الحَرف والحرف ؛ حَالِل جَلجَلةُ المحطات.. هزّهُ إِبادة التِذكار، سَلى عِيشته ، آبَ هِزله ؛ و شَجَ في سَابغ البارِحهأيام وُلوديته ؛إنبعثت من الرَيحب ؛ في مُزاولة خُضوع لمِطرقة الدُنيا الدامِسهيآزِرُ المُنتحب لنفسه؛ فَيتيقظُ بِباطنه ذلك الطفلُ البليد ، الجبان ، الخاضِع ،الضامِر ، الأعجب ؛

حين دَحرَ نَظيرَ يُتْمه وكل حيلته انه في مَنزِل مَن لا تربطه بِهم صلة“…

دَج و رَج و تخبط و أذى و حتى الجلد كذلك . . و الضوْر ، و المَلامة و تَبكيت والتنديد ، و كما الثُبوتية عليه بالتّمرّد على صاحب البيتذاك؛ هو خُلاصة و زُبدة وُلوديته

ها هو اليوم يُطوى بِي في زَمانٍ و مَكان غَير إِعتياديلم أيَعهدني بسبب الذريعة على وَجهي، ورُبّما بِسبَبِ عَزائي منْ كُلِّ مَجريات الحياة…. بَرزَبهتدي ضِيق العين في كيفية الإِستمرارية معي، إِبتغى أن يَمرن إلى حيث مَوضِع إِحتياجات الوليمة؛ غير أن صِدحاً غَليظاً ؛ دَعاهُ ، رائداً  منهالإِنتساب ببقية الزِلم لِسماع إلى الشعثِ المُكتسبة…. أَقبَلَ معهم بِبدنه فقط. .

أما التَبصُر فكان مُتبعثراً ؛ يَستقصي عن مَجْثم يرسى فيه كُل عَواطِفه و تَشفُقِه.. أحدقَ إِرتباكٍ و إِلتباسٍ حَنِق، تَقلبت و إِنتقلت إلى شَجىً قاصِسَحيق بِفَلق و شَرمِ الصّدر.. عندما إِنحسَمَ الاجتماع؛ جَارَ إلى مكانه دُنوَّ الشّجَرَة حيث يمكنه أن إرتِقاب المَقر ولو من مُتنائِي. بعد يوميْن يتوارىَ فيمَهمة عملية مِن أجل موطنه لا يَضمرها سوى مَنْ اِنقَشعَ معَه

عندما تكون الجَنبيةرَخُوَ….

يُباعد عني و عَيناه لا تبعدان ، ،

إِستبشروا بي خيراً إِني عائدهو لنَ أَقطع زِيارتي عنكم .. « 

سِنٌّ تَداني تَجاوز الثلاثين إِلى نحو الخمسين ، رأس  غَابت عنه شُعيرات ، سِيمات وجهُه تسحن مِن سُفلها دِماءُ الحَميدين البارعِين المُعتلين الأبرياء ،خطواتٌ فاترة مُتباطيئه تجرُّ آثام السنوات السّوْداء.. . بعض الاحيان انت لا تحتاج سوى يد احدهم مِن اجل ان تنسى وَصبك و آلامك !

أتدري . .

كانتْ جنائزُهم مُخيفة ، شاطَرَ فيها كلُّ مَنْ كانَ يُباعث عنْهُم…. شاطَرَ فيهَا كلُّ زَبائن الحلاق في الشارع المَديد…. وعندما عادوا إلى مقاعد الإرتقابفِي الحلاق ؛ برزَت المُضاربات، وزادَت التَرجُمات….”إِنتحرسَكتة دماغية …. إضطرابات في الضغط و ضربات القلبلَكن الصحيح هو أنه تم تَسميمهُ و إغتياله من قبل جَماعة ذلك المقاول المُدبِر….”تأويلات لا ميناءً لها و لا حتى مَرسى .

.

تُهلِكُني التَفاصيل و أَستطيع السُلوان عن الأشياء التي كانت أساً و شجن فِي حياتي ، لا أَستطيع التغافل عن جميع الاشياء التي بَصرتها عينايلكِنه وعدني أن يُريني في من يريد الاساءة و الضنك لي. .

مُنذ غِيابك لم أبقى أَو أحس بِوجود أي شيء أَساسي نَقيّ إلا عندما بَصرته هَذه السنه كان داخلي مِلؤُه الألم لَكِن الآن تَهالكت جميع آلامي إلاالجَسدية مِنها طَبعاً . .

معه فَقط تَجاوزت مراحل الغَوْر و قَعر ، حَتى مراحل السُقوط جَميعها . . لَم أعد أشعر بأنه يَهتم لِحالي ، رَغم إندثاري و تحطُم لُبي بِسيوف الغموم ! حَتى تدنيه الذي كان يَحيل فِي وقت طَعناتي المؤسفه الذي كان مِن خلالها يَخترق الألم بكلماته و ابتساماته حتى يصبح الامر أكثر إِختلافاً . .  منالم الى راحه . .

أَودُ إِبلاغُك بأنني أَخاف وَصبُك جِداً ،أَخاف أن يؤذيكَ لُبك و أنا لا أُدرِك ، و أخاف أن تتعلى ضِحكاتي فِي حين وَصبك ، أخاف أن تنحَب و أنا لستفي حينها بِجوارك ، أخاف أن لا تستطيع الخمود و أنا غارقه بالنوم و تَيقن أَنني سأحتضنك اليوم و كل يوم بالدُعاء . . أُحِبُّك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *