كُلهم قَابلين للِنزوح بَعيداً، حَتى ذَلك الذي كان يعدكَ فِي يومٍ ما أَن لا يبرح ويترامى عَنك بعيداً هو أول من سَيفلت يديه مِنك، و سيذهب بَعيداً دون التفكيربالعودةِ ابداً.
أَبتِ؛
حتى ذلك الذي راهنت بِه وَفيراً بَرح عني لأنني كُنت أتخاتل الحديث مَعه اليوم مُنذ الصباح و حين استيقاظي و أنا أشعر برغبة أنني أبتغي أنأُبلغُه حد الحَنق و إلى أقصى درجات الغيرة ما أن فلت يده مِني قبل أن أُبرر له أنني كُنت أتخاتل فقط ،، لم أكن أترصد أنني سأتلقى هذا الردالقاسي ، و النتوء الهالِك ، كُنت اظنه يعرفني جيداً ، يعرف انني غادةٍ لا تتخلى عن قناعاتها و مبادئها لكن لا بأس!
المُهم في الامر انني اخلصت بِمشاعري و عباراتي التي كانت بالنسبة لَه لا شيء سِوى صِدحٌ مُزعج – .
بَعد جُهدٍ جهيدٍ مِني توصلت إلى الشخص الذي أُراهن الدنيا بِه و أعرف تماماً أنه لن يتخلى عني ، لكنني فَشلت في نهاية الامر ! !
فَشلت مرةً عندما وجدته يكره صِدحي و يغلق الهاتف رغبة مِنه في ان لا يحادثني ، و مرةً ثانيه اننا وصلنا مرحلة الفراق دون ان ابرر له و اقول لهحقيقة الامر ،، لكن لن افعل ذلك لانني من تُخليّ عنها ..
ليت للأحرُف برّكاً آخر، حَديثاً، مُتغايرٌ عن المعنى لطالما نَديمناها، ليت للوَلْس معنى للِبَرّ، ليت للمُداهنة شَذاً المُصافاة لتحولت دُنيتي إلى دار النَّعيم!
شِريان إِنتيابي يَبزوْ ..أجل ..فأجل،.. بالله متى أتناهى إليك يا أَبتِ !
صِدحٌ هامِدٌ وَقور يهجِس في أُذني “إبسطي يَديك الناعمتان كَنعومة الأطفال ليديّ إبسطيها ولا تُبالي ..فَحماوة الجو تُبرِع إستقصاءاتي غيوماتستعبِرني ..لا تَنحبي يا مُلهمتي..” يستحشِمُني فُتُوري فَأمسح دموعي،استقي منها عمرٌ لك…
عن أي اِندثارٍ و إِضمحلال أخبره وأنا التي أسْرِف في رفده يُتماً أزلي طيلة عُمره؟ أي إضمحلالٍ سأنتقي لو كان هو الحياةُ لي؟
سُويعة واحدة فقط لا أعرف و لكنني، إستجمعت. ذاتي و أصبحت كالكُرة أي تَكورت بِمجثمي إلى أن جادَ لي مِنديلاً لأمسحُ دمعاتي ،،
ضَرب على على كتفي ضربةً خفيفة و قال :ــ لم كل ذاك الصياح ؟
ــ لم أكلِف قط..
قلت:ــأبتغي هدْماً مُماثلاً لا تندثِر معه دُنيتي..أبتغي أباً يقيظني ، صدراً يحتمي تألُمي و البوى ..
ــ هأنا معك…
على كتفه اسكب كل دمعي فأمهق تعطفاً تجاسراً وحُجه لطالما إِعتزلتني و تنحيت عني فهجستُ له :ــ أرجوك.. كن دائماً معي..
الكل ممكن انهم يبتعدون …
حتى الشخص اللي وعدني بأنه يكون معاي لآخر يوم بعمره، سحب يده عني وبيروح بعيد بدون لا يفكر بمجرد التفكير انه راح يرجع مره ثانيه…
يبه…
الشخص الوحيد اللي راهنت عليه ابتعد عني بس لأني كنت اتلاعب معاه بالكلام من أول الصبح “أمزرب عليه يعني”… من يوم ما قمت وانا أحس ان فيني رغبه بأني أخليه يعصب… أبي أوصّله لأقصى درجات الغيرة.
لكن تفاجأت بأنه ترك يدي قبل لا أبرر له بأني كنت اتلاعب معاه بالكلمات … والله ماكنت اقصد شي وماكنت انتظر هالرد القاسي منه … او من القرار اللي اتخذه فجأة، قرار البعد ” اللي من الممكن انه يهلكني!!
كنت أتوقع انه يعرفني زين… يعرف إني امرأة ما تتخلى عن قناعاتها ومبادئها… بس مو مشكلة المهم إني اخلصت بمشاعري وعباراتي اللي ما كانت سوى صوت مزعج … صوتي صار مزعج!!
بعد جهد عميق مني لقيت الشخص اللي بديت أراهن عليه الدنيا كلها وعرفت ان هذا الشخص ما راح يتخلى عني لكن للأسف فشلت في نهاية الموضوع فشلت يوم شفت انه يكره صوتي ويسكر التلفون عشان ما يكلمني ووصلنا لمرحلة الانفصال بدون ما يسمح لي إني ابرر له وأقول له الصدق… لكن تدري شلون ما راح أسوي شيء لأن انت اللي تخليت عني… “روح موت”
ياريت لو ان الكلام له صدى ثاني على صدورنا وياليت لو ان الحجي لها معاني متضادة كان صارت حياتي جنّة.
الطريق لم يعد مريح بالنسبة لي يا أبتي …. متى تأخذني اليك…
آآآآآ، وانا أقول هالكلام حسيت ان في صوت حلو يلامس مخي، صوت هادي يهمس بأذني يقول لي عطيني يدج يا ملهمتي بملمسها الناعم وخليها بيدي… لا تبكين ولا تحاتين امسحي دموعج، انا قوتج
سنصل الى بر الأمان، فنحن لبعض…
الاشتياق وقوة العلاقة اللي بينّا اهوه اللي خلانا نوصل لهالمستوى والمعوقات اهيه اللي خلتني ابكي…
يبه… عن أي موت أتكلم … وانا أدرى إني إذا ماكنت موجودة بحياته راح يصير يتيم للأبد، وانه بالأساس يعتبر حياه بالنسبة لي…
بعد ساعة وحده استجمعت نفسي فيها عطاني منديل وضرب على كتفي … يقول لي ليش يا ماما تصيحين
رديت عليه وقلت …. انا ما حبيت ابدا، ابي حب ما يروح عن حياتي… أبي أب يدفيني… أبي صدر يحميني من الألم والشكوى…
جان يقول مصخم الوجه: انا معاج…
قمت وما حسيت على روحي الا وانا على كتفه همست بإذنه وقلت … “رحمه لوالديك خلك ويايه ،، والله اشعل سماك لو عفتني افتهمت لو لا”…