أخفت أوجاعها ظناً منها أن لا أحد يكترث، أخفت كل أوجاعها في حنايا النفس التي نالت منها… لم تعد تشتكي ابداً…
لانهم كانوا كلهم مُشاهدين على صُروف الدَّهْر…أليس الاضمحلال بشرف أفضل من حياة بلا رِفْعَةٍ و حَسب..؟
كانوا يظنون أنهم نجوا من تيار المنون القُحاف و الموت الهالِك لما وجموا…لقد اعتبروها ضحيةً،يضمنون بها عدمالتعرض لهم…لكن جرت زَوْبَعَةُ الغدر بِما لا ترغبه سُفنهم… توالى التوسيخ… توالت التلاطيخ… توالت المشكلات و الاسى…
إنها لا تريد الشماتة او فرح من هم ليسوا بإعداء لكن يتصرفون بذلك. …
لذا هي لا تشعر الحُنوّ اتجاههم… بهجتهم أومشكلتهم عندها سواء…
إنها لن تنسى ابدا ليلةً مُظلمة نالت ما نالته بغير حقٍ
انها لن تنسى ابدا عندما استغاثت بهم… فآثروا الوجوم الصامت ..
الم تعدوني أنه لن تمسني نسمة خلاء وانتم في الوجود؟…
لو كان والدها على قيد الحياة لافتداها بنفسه…
تَوَجُّس، إِرْتِعَاب، تَقَبُض، حَذَر، أَبَى.. بل كل هذه المشاعر دفعه واحدة…
تراهم كحِلالُ رجال يجثمون مطأطئي الرؤوس…
غُنمت و سطت رجولتهم.. جاشت كرامتهم… تلمحهم يتوشوشون حِس كحفيف الأفاعي…
قررت الرحيل عن هذا المربع… يجب أن تنشأ افكارها بمربعٍ آخر .. شقت طريقها نحو المجهول… لا خوف.. ولا أمل.. ولا موت أيضا…
في نهاية اليوم وجدت بأنه هُناك من يكترث لكل شيء ، يكترث لألمها، لتغير صدحها، لحزن يدب في حنايا صدرها لكنها و بتصرفها فقدت لذة شعور ان شخص ما من الممكن ان يمسح بيديه على راسها و يخبرها بأنه معها مهما توالت الامور و تكالبت الدنيا عليها، الا انه معها..
كان فقط منها عليه ان تشعر به،
في نهايه الامر كل ما استطيع اخبارك به، انني و بهذا العمر لم يشعر بي احد مثلما شعرت بي انت و لم أهيم باحد غيرك و رب الخير ! انني لن أُفرط بك ما دمت اتنفس الحياة بك.