أتحدث عن حياةٍ، حيث كان حُضورك كنسمةٍ ضامِره تمر على قلبي، فتجعل للحياة طعماً ولوناً. شُغُورك صار مديداً،وكأن الزمن قد أوقف ساعاته ليعاقبني على أَثمن أشيائي. أَتحرى عنك في كل زاوية، في كل ركن من أركان هذه المُهجةالتي لم تعد تعني لي الكثير دونك.
أُفتش عنك بين الكتب، في صفحاتٍ تحمل صور من أجمل لحظاتنا ، أحاول أن أجد أثر صِدحك في حروف الكلمات،لكن كل ما أراه هو صدى تركته لي. أفتح دفتري، أجد رسائلك، كلماتك التي كانت تَدب في صدري حلوة و تبث في روحي الأمان، الآن أفتقدك. أقرأ وأعيد القراءة، لعلي أجد في سطورك ما يعيد لي شيئاً، لكنني أعود مُخفقه، وكأنكلماتي فقدت قدرتها على التحدث.
أسير في الطرقات، أبحث عن ظلك الذي كان يرافقني دائماً. أرى الوجوه تمر بجانبي، لكن قلبي لا يتعرف إلا علىوجهك. أستمع إلى الألحان، أُغني الأغاني التي كنا نحبها، أسمع صِدحك في كل لحن، لكن سرعان ما يتلاشى الصوتويعود الوُجوم ليغمرني. كل لحن يدعوني إليك، وكل نغمة تجعلني أتوق لك أكثر.
أَنحرى عنك بين أغراضي، في كل شيء كان يشبهك، في القهوة التي كنت تحب، وفي المكان الذي كنت تجلس فيه. كلشيء حولي يذكرني بك، حتى في ليلي عندما يسدل السَدَف ستائره، أجد نفسي أسترق السمع لعلك تأتي، وفي الدجى،أرى صورتك في خيالي. في الضحى، تشرق شمس اليوم الجديد، لكن لا شيء يضيء قلبي كما تفعل أحرفك.
وفي كل حين، أجد نفسي ألتقي بك حتى في أحلامي، وعندما أستيقظ، أجد نفسي في مواجهة الحقيقة القاسية: أنتلست حولي. أين ألقاك؟ أين أستطيع أن أجدك؟ تساؤلاتي تتراكم، وتزيد من وَصبي.
ومع نهاية يومي، تنهكني الأفكار، وتزيد من إحساسي بأنني كل شيء إلا …. أشعر كأنني غاوية في هذا العالم،
شُغورك هو ما يجعلني أبقى في دوامة من الإِدراك و الحنو، أُفتش عنك في كل مكان، لكن كل ما أجد هو غيابك الذي يثقل قلبي.