في زِحَام الأيام، يتبدل البشر كأوراق الخريف، يتساقطون من شجرة الودّ دون أن يتركوا لنا سببًا واضحًا. عيونٌ كانت تشرق بالصبوة، أصبحت تعكس ظلال الخُصومة و الضغينة، وكأنهم يزرعون في نفوسنا أشواكًا بدلاً من الزهور..
لم نَقترف أي سوء في حقهم، ولم نكن يومًا سببًا لأوجاعِهم. لكن، كأنما يبدو أنهم يعاقبوننا على حياة عاشوها، علىتجارب لم نكن طرفًا فيها. يرمون بأعبائهم على أكتافنا، وكأننا جنود في معركة لم نخترها تتجلى الملامح، فتختفي الابتسامات، وتظهر أقنعة الغضب والتجريح. يتحدثون بلغة لا نفهمها، وكأنهم يكتبون فصولًا من رواية مأساوية علىصفحات قلوبنا .. تُرى أين الودّ الذي كنا نعرفه؟ أين العهود التي قطعتموها؟ لقد تحول الود بيننا إلى سلاح،والذكريات إلى جروح عميقة. وكأنكم تعيدون كتابة تاريخكم الماضي ، لكن على حساب أرواحنا .. لكن لا بأس ، سأبقىأقاوم. سأزرع الأمل في كل بستانٍ قاحل، وأشعل شمعةً في كل ظلامٍ دامس. فليس لي ذنب في كدركم، ولن أكونضحية لأخطائهم. سأبقى أؤمن بأن هناك من لا يزال يحمل في قلبه نبض الإنسانية في النهاية، ستظل الحقيقة واضحة: الكراهية لا تُسقط إلا أصحابها، والود هو السلاح الأقوى، حتى وإن حاولوا سلبنا إياه…